سوريا تشدد القيود المالية: تجميد حسابات مرتبطة بالنظام السابق
كشف مصرف سوريا المركزي عن إصدار تعميم جديد يفرض على المؤسسات المالية في البلاد تجميد جميع الحسابات المصرفية المرتبطة بشركات وأشخاص على صلة بالنظام السابق للرئيس بشار الأسد، وذلك في خطوة تهدف إلى تشديد الرقابة على التدفقات المالية المرتبطة بالنظام البائد.
تفاصيل القرار
التعميم، الذي صدر يوم الخميس، طالب البنوك بتجميد الحسابات المصرفية المتعلقة بـ”الشركات والأفراد المرتبطين بالنظام البائد”، مع إلزامها بتقديم قائمة مفصلة بالحسابات المجمدة خلال ثلاثة أيام عمل. وشمل القرار بشكل خاص مجموعة القاطرجي وشركاتها، التي اشتهرت بدورها في تجارة النفط السورية.
وتعد مجموعة القاطرجي، التي أدارها الأخوان براء وحسام قاطرجي، واحدة من أبرز الشبكات الاقتصادية التي دعمت النظام السابق. وقد قُتل براء قاطرجي في يوليو/تموز الماضي في غارة جوية بالقرب من الحدود اللبنانية، يُعتقد أنها من تنفيذ إسرائيل.
عقوبات دولية وتورط بالنفط
يخضع حسام قاطرجي وشركاته لعقوبات أميركية نتيجة اتهامات بـ”تسهيل شحنات النفط والتمويل للنظام السوري”، وفقاً لوزارة الخزانة الأميركية. ولم تتمكن المصادر من الوصول إلى حسام قاطرجي للتعليق.
النظام الجديد وملاحقة الأموال
منذ الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي وتشكيل حكومة مؤقتة، تواصل السلطات الجديدة جهودها لتعقب التدفقات المالية المرتبطة بالنظام السابق. ويأتي هذا التعميم في إطار تدابير أشد صرامة تهدف إلى تقويض البنية الاقتصادية للنظام السابق وجمع معلومات دقيقة عن الأصول المرتبطة به.
تحديات التنفيذ
رغم صدور التعميم، أشار مصرفيون إلى صعوبة تطبيق القرار بشكل كامل، بسبب اعتماد العديد من رجال الأعمال المرتبطين بالنظام السابق على شركات واجهة أو حسابات بأسماء أشخاص آخرين لإخفاء أموالهم.
وقال أحد المصرفيين، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن التجميد العام للحسابات المصرفية الذي نفذته الإدارة الجديدة في وقت سابق سمح للبعض بالطعن في القرارات وسحب الأموال أو تحويلها قبل تفعيل الحظر.
تعزيز الرقابة المالية
أكد مسؤول سوري مطلع أن التدابير الجديدة تهدف إلى أن تكون أكثر دقة وفعالية، مع التركيز على استهداف الأصول المالية المرتبطة مباشرة بالنظام السابق، في خطوة لتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد.
الآفاق المستقبلية
مع استمرار الجهود لملاحقة أموال النظام السابق، تواجه السلطات السورية الجديدة تحديات كبيرة في تتبع الشبكات المالية المعقدة التي أنشأها النظام السابق. ومع ذلك، يُنظر إلى هذه الخطوات كجزء أساسي من مساعي استعادة الثقة في المؤسسات المالية ودفع عجلة التعافي الاقتصادي في البلاد.
اخبار سورية الوطن 2_راي اليوم
Source: View source
