أهالي جنوب لبنان اسقطوا صلف الاحتلال وداسوا على بيان ادرعي
وقال بيرم في حوار مع قناة العالم خلال برنامج “ضيف وحوار”: إن الهبة الشعبية في لبنان اسقطت كل السردية الاسرائيلية وكل ما قام به نتنياهو والذي كان هدفه سحق هذه البيئة والقضاء عليها، او اذا بقيت حية أن يكون لديها الشلل النفسي الداخلي او الصدمة الهلعية التي تجعلها لا تستطيع ان تقوم من جديد وتعيش عقدة نفسية وخوفا، لا بل يصل الامر بها الى فوبيا او نوع من الرهاب امام البطش الاسرائيلي وحرب الابادة، لان امريكا طلبت من “اسرائيل” وغطتها ليس فقط للقيام بحرب بعد طوفان الاقصى الذي كاد يسقط الثكنة الغربية المزروعة في بلادنا والمتمثلة بالكيان الاسرائيلي الذي كاد يسقط، امريكا ارادت ان تنقل الصدمة الى شعوبنا الى مناطقنا بقوة لا مثيل ولا حدود ولا سقف ولا معايير ولا ضوابط لها.
واضاف: بمعنى ان اميركا قالت لهم دمروا المستشفيات وصوروا هذا الامر اقتلوا الاطفال في الخيم وصوروا ذلك، اي مشهدية من الابادة لم تشهدها البشرية في البث المباشر، ونفس الشيء في لبنان وظن الاسرائيلي بأنه نجح في بعض الامور، لتأتي هذه الهبة الشعبية التي هي من أصحاب الارض ومن أهل السيادة الحقيقيين، والاهم من ذلك ان هؤلاء هم أم الشهيد وأبو الشهيد واخته وزوجته وابنته وابنه واخيه، إذا هؤلاء بيئة المقاومة بل هذه هي المقاومة، فالمقاومة ليست سلاحا فقط، المقاومة هي منظومة مبنية بفكر وبعقيدة وبوطنية وثقة وثقافة وسلاح.
وتابع بيرم: هذه الهبة اسقطت صلف الاحتلال، فقبل ساعات من التحرير الشعبي الذي قام به شعب المقاومة في جنوب لبنان كان المدعي الوضيع افيخاي ادرعي يذيع اسماء القرى التي ممنوع على الاهالي دخولها، لكن اهل الجنوب داسوا على بيانه وهذه هي الاهمية، أسقطوا عنفوان الاحتلال وغطرسته، واثبتوا أن كل القوة الامريكية تستطيع ان تدمر بيوتنا وتقضي على العديد منا أطفالا ونساء ورجالا، لكن هيهات ان يقضوا على ارادتنا.
واردف: فمشهد المرأة التي تقف أمام دبابة الميركفاه والمدعومة من كل قوى العالم ولا تستطيع ان تفعل شيئا هذه الدبابة أمام ارادة امراة ليس لديها شيء وليس لديها سلاح الا سلاح الايمان والحق والثقة والقوة، انتصرت، وبهذا فقد كرسنا بالفعل إنتصار الدم على السيف وأن العين تقاوم المخرز وان هذه المقاومة متأصلة وقوية وكبيرة جدا وبأنها ليست فقط مقاتل يحمل سلاحا، بل هي بيئة متكاملة وعصية على ان تخضع لكل اهداف العدوان التي أرادها نتنياهو.
وفيما يخص تأييد رئيس حكومة تصريف الاعمال اللبناني بيان البيت الابيض بتمديد فترة وقف اطلاق النار الى 18 شباط المقبل، قال بيرم: نحن مستغربون ان هذا البيان صدر (من رئيس الحكومة اللبنانية) فجرا بعد الساعة 2:00 وكان مستغربا توقيته والدافع له، ولم نفهم الى الآن ماهية هذا الموقف، هل أن تمديد وقف اطلاق النار يعني تمديد بقاء الاحتلال؟ لكن من الواضح انها عملية التفاف امريكية لإحتواء الهبة الشعبية التي حدثت لأنها فاجأتهم واسقطت سرديتهم واسقطت النظرية التي روجوا لها ان المقاومة انتهت وضعفت وبيئة المقاومة انفضت عنها، لتأتي هذه الهبة الشعبية.
واعتبر بيرم أن ما حصل ليس هبة وانما صنع للتاريخ، ولذلك من الخطأ الكبير تسميتها هبة لانها ثورة انسانية حقيقية كاملة تصنع التاريخ بالصدور العارية وبالايدي الفارغة إلا من الايمان والثقة والحق والمنطق والقوة والمبنية على وقود إسمه دماء الشهداء.
هل فعلا فقدت المقاومة 80% من قوتها بحسب ادعاءات الاحتلال؟
وقال: لو كان الاحتلال قضى على 99% من المقاومة فنحن سننتصر عليه بـ1% ونتفوق عليه ونصنع الاقتدار ونصنع العزة والكرامة، لكن هو لم يقض على هذا المقدار، من الطبيعي ان الحرب تحدث فيها خسائر وحصلت لنا كما تكبد الاحتلال الخسائر، لكن نحن لا نتوقف عند النسب، فعندما بدأت المقاومة في عام 1982 وفرضت على الاسرائيلي الانسحابات المتتالية ماذا كانت تملك المقاومة؟ اصلا ماذا نشكل نحن كقوة عسكرية مقارنة بالترسانة الاسرائيلية والامريكية.
إقرأ ايضا: في ثالث أيام التحرير.. إصرار الجنوبيين على استعادة القرى المحتلة
وتابع بيرم: وكمثال فإن الكيان الاسرائيلي القى على لبنان خلال 48 ساعة الاولى من العدوان الاخير مدعوما ومدفوعا بالامداد الامريكي المنقطع النظير، القى ما يعادل ما القته امريكا وحلف الناتو على افغانستان خلال سنة، اذا لا امكانية لنقارن بين ترسانتنا، نحن غير متوقفين عند هذه الترسانة، واذا كان قد قضى على المقاومة كما يقول فلماذا لم يواصل العدوان وطلب وقف اطلاق النار؟ وقف إطلاق النار لان الميدان قد استعصى عليه، نعم هو ناجح جدا في عملية القتل والتدمير والغدر والاغتيال، لكن عندما ينزل المقاتل بوجه المقاتل هنا تظهر فروسية الحرب، وهنا برزت مسألة المقاومة وكان قتالا اسطوريا جعل المستوى العسكري يرفع تقريرا للمستوى السياسي عندهم، وهما الاثنان مجرما حرب، انه نحن لم نعد قادرين على مواصلة القتال ونريد وقف الحرب، فإذا كان قد قضى علينا كما يزعم وعملنا به ما عملنا فكيف اذا كان الرقم غير صحيح؟ اذا بعيدا عن هذه الارقام انا أطمئن بيئة المقاومة بأن المقاومة قوية ومقتدرة جدا ولديها من الكفاءة والقدرات والارادة والعزم ان تحقق الانجاز وان تفشل اهداف العدو في أي اعتداء يمكن ان يحصل.
تفجير اجهزة “البيجر”
وحول ما جرى يوم تفجير اجهزة البيجر قال بيرم: الامين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم في خطابه الاخير كان دقيقا وكان لديه من الجرأة للمصارحة ان هناك اخفاقا حصل لدى المقاومة في مكان ما، وهذا يدل على الثقة وعلى الارادة وعلى الثقة بالناس والثقة بالذات، وهذا اليوم من اهم مبادئ القيادة، مصارحة وشفافية واعتراف اين كان الاخفاق ولكن لدي القدرة على ان ارجع لأقف على رجلي.
واضاف: وبالتالي فإن التعثر لا يجعلنا نتوقف، نعم المقاومة تعرضت بفترة زمنية قياسية في بدايات الحرب الى ضربات نوعية ذات بعد استخباري لكن الطابع التقني كان هو الاساس فيها، الطابع التقني كان في تقنيات كبيرة جدا موضوعة بخدمة الاسرائيلي ولم تنزل اصلا الى السوق المحلية، الضربات جاءت سريعة لكن المقاومة عندما فهمت ماذا يجري، وان كان الثمن كبيرا جدا، لكن الاساس أننا نقوم ونستيقظ.
وتابع بيرم: لا توجد منظومة في العالم تعرضت لما تعرضت له المقاومة واستطاعت ان تنهض بعدها مرة اخرى، المقاومة بعشرة ايام استطاعت أن تعمل إستنتاجات معينة وعملت إجراءات معينة منعت بعدها الخروقات النوعية للاحتلال الاسرائيلي.
واوضح: بحسب ما قال نتنياهو ولمح له أنه لم يكن هذا توقيت عملية تفجير البيجر لانه كان مقرر لها ان تكون بأعداد أكبر، لان الشباب لم يكونوا بحالة حرب ليحملوا الاجهزة جميعهم، فالظاهر ان العدو كان مراهن ان عددا اكبر يحمل هذه الاجهزة ويحصل التفجير اثناء بداية الحرب كضربة افتتاحية، وهي لو حدثت لكانت كارثية، لكن لطف الله عز وجل والظاهر ان المقاومة كانت قد بدأت تشك بهذه الاجهزة.
شاهد الحلقة كاملة في الفيديو المرفق..
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.alalam.ir
بتاريخ:2025-01-29 22:01:00
الكاتب:
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>
Source: View source
