شارك مركز تريندز للبحوث والاستشارات في مناقشات وجلسات منتدى «كينجز كوليدج الجيوسياسي»، الذي عقدته كلية كينجز لندن مؤخراً تحت عنوان «إصلاح التصدعات في الشرق الأوسط .. العمل لتحقيق السلام».

وألقى عبدالعزيز الشحي، الباحث الرئيسي ونائب رئيس قطاع البحوث في «تريندز»، كلمة رئيسية في المنتدى حول الصراعات والنزاعات والإقليمية، كما شارك حمد الحوسني، الباحث الرئيسي ورئيس قسم دراسات الإسلام السياسي في «تريندز»، في جلسة حوارية استشرف خلالها «مستقبل الإرهاب في عام 2025».

تعزيز الحوار الدولي

وقدم عبدالعزيز الشحي، في الكلمة الرئيسية نبذة تعريفية عن المركز باعتباره منصة فكرية عالمية تلتزم بتقديم رؤى استراتيجية حول القضايا التي تؤثر على استقرار العالم، مشيراً إلى أن المركز من خلال مكاتبه الخارجية، يسعى إلى تعزيز الحوار الدولي وبناء جسور التعاون مع مراكز الفكر حول العالم لنشر المعرفة وتحقيق تأثير إيجابي.

وأوضح أن التطورات الإرهابية الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط تمثل تحدياً متواصلاً للأمن والاستقرار، خاصة مع تصاعد الأنشطة الإرهابية التي تهدد حياة الأبرياء وتستهدف بنية المجتمعات وتماسكها، مؤكداً أن حل النزاعات في الشرق الأوسط يتطلب رؤية شاملة تجمع بين العمل الدبلوماسي والإنساني، مع تعزيز جهود الوساطة والحوار بين الأطراف المتصارعة، حيث لا يمكن تحقيق الأمن في المنطقة من دون معالجة الأسباب الجذرية للنزاعات، بما في ذلك التصعيد العسكري وتداعياته الكارثية على المستوى الإنساني.

تداعيات إنسانية خطيرة

وأكد عبدالعزيز الشحي أن النزاعات الإقليمية ليست فقط تهديداً للأمن، بل لها تداعيات إنسانية خطيرة تتطلب تدخلاً دولياً حاسماً للحد من آثارها، وضمان وصول المساعدات للمحتاجين، والعمل على إعادة بناء الثقة بين المجتمعات المتأثرة، مبيناً أن تعزيز الأمن في منطقة الشرق الأوسط يبدأ من تعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي، إلى جانب بناء شراكات دولية تساهم في تقوية الهياكل الأمنية وإعادة بناء الدول التي تأثرت بالصراعات والإرهاب.

استغلال الثغرات الأمنية

من جانبه، قال حمد الحوسني، الباحث الرئيسي ورئيس قسم دراسات الإسلام السياسي في «تريندز»، خلال مشاركته في جلسة «مستقبل الإرهاب في عام 2025»، إن منطقة الوطن العربي تشهد تطورات معقدة في مكافحة الإرهاب، إذ يظل الإرهاب تهديداً متغيراً يتطلب استراتيجيات مرنة وعابرة للحدود لمواجهته بشكل فعّال، موضحاً أن الإحصاءات الموثقة تُظهر أن عدد الهجمات التي نفذها تنظيم داعش في عام 2024 شهد ارتفاعاً ملحوظاً مقارنة بعام 2023، مما يعكس قدرته على التكيف واستغلال الثغرات الأمنية في بعض المناطق.

مواجهة الأفكار المتطرفة

وأشار الحوسني إلى أن الأمن الفكري ليس خياراً، بل ضرورة يجب أن تحظى باهتمام دولي مشترك، وتطوير هذا الجانب يتطلب برامج شاملة تعزز الوعي المجتمعي وتواجه الأفكار المتطرفة في مراحلها المبكرة، مضيفاً أن القضاء على الإرهاب يتطلب تعاوناً دولياً يتجاوز المصالح السياسية الآنية، وينبغي أن تركز الدول على تبادل الخبرات والمعلومات لدعم الجهود المشتركة، مؤكداً أن الطريق نحو القضاء على الإرهاب يبدأ من إيجاد حلول واقعية تدعم الاستقرار السياسي والاقتصادي، مع ضمان تكامل الجهود الأمنية والعسكرية والفكرية.

إلى ذلك، استعرض باحثو «تريندز» سبل التعاون البحثي والمعرفي مع البروفيسور آدم فاجان، نائب رئيس كلية كينجز لندن لشؤون التعليم، والدكتور فرديناند إيبل، المحاضر الأول في الاقتصاد السياسي، ورئيس قسم الدراسات العليا في كلية كينجز كوليدج، كما تم تقليدهما «ميدالية تريندز البحثية»، تقديراً لمسيرتهما الأكاديمية وجهودهما البحثية والمعرفية.

Source: View source