في حياةِ كُلِ واحد منا لحظاتٌ لا تُنسى.. لحظات من مواقف، وأشخاص، وبعض الأماكن والصور.. لحظات سعيدة من ضحك، وفرح، وسرور، وإنجاز، وسلام .. وكذلك لحظات حزينة من هموم، وأسى، وفراق، والتي لا تُنسى مهما تقدم الزمن وتقادم عبر الأيام والليالي.
*لحظاتٌ لا تُنسى* : هي تلكم اللحظات التي لامست شغاف القلب، وأبهجت الروح، وأسعدت النفس، فلن تُنسى مدى الحياة وإن غاب صاحبها فهي لا تغيب.
والغائبونَ وما غابت لهم صورٌ
سواءَ أشرقَ قرصُ الشمسِ أو دَلَكا
على الشواهدِ أسماءٌ لهم كُتبت
لها الزمانُ بِفكّ البينِ قد عَلَكا
*لحظاتٌ لا تُنسى* : هي تلك التي تجعلنا كشمعة مضيئة، تضئ لنفسها وغيرها عتمة كل طريق؛ يؤدي للعلم والنجاح، دون أن تحترق؛ بل تستمر نورًا وإشراقًا في جوانب الحياة.
يا شمعة في زوايا “العُمرِ” تأتلق
تنير درب المعالي وهي تحترق
لا أطفأ الله نوراً أنت مصدره
يا صادق الفجر أنت الصبح والفلق
*لحظاتٌ لا تُنسى* : كانت في صغري وأثناء طفولتي حين قدّم لي والدي – حفظه الله – هدية عبارة عن مجموعة قصص جميلة، كانت من أثمن الهدايا لحبي الشديد للقراءة والقصص حينها؛ فعند قرائتها أنسج قصصًا خيالية، وأعيش أحداثها، وأبوح بأسرارها ..
نَطَقَـت حـروف البـوح بالشـذراتِ
واســترسلت بــالدمعِ والضَّحكاتِ
فــنسجتُ حرفًا بالبساطةِ صغتـهُ
كــل الــحروفِ إذا كــتبتُ لُــغاتي
مــنذ الــطّفولة قد شربتُ حروفهُ
والــيوم تــنضج أحــرفي وذواتي
ســأصوغُ نــبْضات الــمشاعر كُلها
مــا الــبوح إلا في صدىٰ النّبَضَاتِ
*لحظاتٌ لا تُنسى* : كانت أمي – حفظها الله – تناديني عندما أكون غاضبة بإسم “الدلع” لكي أضحك ..
وعندما كانت تغلق معطفي عند ذهابي للمدرسة وأشم رائحة أصابعها الجميلة ..
ياوردةَ الفُلِّ والنسرين والآسي
يانرجساً واقحواناً لستِ كالناسِ
واللهِ ماشمَّ أنفي في الحياةِ شذاً
كطيبِ أمِّيْ مع الحناءِ في الراسِ
تعطَّرَ الناسُ يوم العيدِ تسبقهم
تلك المباخرُ في أنسٍ كأعراسِ
*لحظاتٌ لا تُنسى* : تلك التي قد عشتها مع شقيقي ، فقد كان بمثابة صديقي ورفيقي في كل شئ ..
ومع أخواتي صويحبات الطفولة أيضاً لحظات جميلةٌ لا تُنسى عشناها في صغرنا حتى كبرنا…
ستظلُّ أطيافُ الطفولةِ حولَنا
مثلَ الورودِ تُجدِّدُ البَسَماتِ
نخطو بعُمرٍ والحياةُ تقودُنا
والذكرياتُ تُداعِبُ اللحظَاتِ
وإذا التقينا بالصحابِ فإنَّنا
نستذكرُ الماضي مع الضَّحكاتِ
تلك الطيوفُ كواحةٍ في عمرِنا
تكسو الحياةَ بألطفِ الصفَحَاتِ
*لحظاتٌ لا تُنسى* : تلك التي قضيتها مع صديقاتي وزميلاتي في المدرسة ، وأيضًا مع من أحببناهم في الله بمواقفهم الجميلة ودعواتهم الصادقة ، فما أجمل الأخوةِ والوفاء.
لي إخوةٌ بدعاءِ الوصلِ كم قَنتوا
فما شجاني بهمْ بُعدٌ ولا عَنَتُ
جُذورُهمْ في رياضِ الحُبِّ راسخةٌ
ولو تميلُ بهمْ دنياهمُ ثَبتوا
أرى ظِلالَهمُ في الروحِ وارفةً
كأنهمْ في حَنايا أضلعي نَبتوا
*لحظاتٌ لا تُنسى* : كانت أمنيةً فأصبحت حقيقةً!! .. تلك الأشهر التي قضيتها في دراسة دبلوم ( اللغة العربية )، وذلك الأسبوع الذي تحققت فيه رغبتي بأداء (مناسك الحج )، وذلكم اليوم الذي أحضرُ فيه معرضاً دولياً للكتاب فأشاهد أمامي مؤلفاتي بعد طباعتها كل هذه كانت أمنيات مختلفة وقد تحققت بفضل الله تعالى ..
الحمدلله الذي بنعمتهِ تتمُّ الصالحات :
و إنِّي بحمدِ الله قد نلتُ منيَتِي
وحقّقتُ حلماً غالياً ماتبَـاعدَا
عن العينِ طولَ العمرِ أرجو اقترابَهُ
وبعدَ كفاحِي كانَ للسَّعدِ موعدَا
*لحظاتٌ لا تُنسى* : عند تفريجك لكرب الآخرين وإدخال السرور عليهم ؛ علاوة على الأجر المترتب على ذلك فهو مصدر من مصادر الأُنس والسعادة ولحظة من اللحظات التي لا تُنسى.
*لحظاتٌ لا تُنسى* : هي تلك التي تُثير شجوناً لتُشعل بها ضوءًا يُنيرُ لنا طريقنا لمستقبل أيامنا فنعود لها ونحن نسعى لهدف جعلناه نصب أعيننا ؛ فاللحظات الجميلة تحفيز للنفس ووقود للمستقبل.
*لحظاتٌ لا تُنسى* : هي شواهد الزمن التي لا تموت، وقد حفظتها قلوبنا في أرشيف الروح، فأحيانًا تبتسم لنا لتذكرنا بجمال ما عشناه، وأحيانًا تترك فينا شعورًا بالحسرة على ما مضى ..
فتحيةُ إجلالٍ وتقدير ٍلكل من رسم لنا لحظاتٌ لا تُنسى أبت الذاكرة نسيانها والأيام تجاهلها فكان لها أثرٌ في حياتنا.
إضاءة :
اصنعوا لحظات جميلة ومميزة بأتقان لأن اللحظات الجميلة لا تنبع إلا من النفس، وقلَّما تتكرر.
Source: View source
