من المستحيل أن يخلو عصر التكنولوجيا من المخاطر، وإحدى المخاوف التي جلبتها الأجهزة الإلكترونية الحديثة لعدد كبير من الناس لم يكن بسبب تكلفتها المرتفعة أو كثرة الأعطال التي تلحق بها فحسب، وإنما بسبب آثارها السلبية على صحة الإنسان.
عادةً ما يكون الاستخدام المفرط للتكنولوجيا محفوفًا بالكثير من المخاطر. فكثيرًا ما سمعنا عن أضرار الجلوس بالقرب من شاشات التلفاز وأجهزة الكمبيوتر بسبب تأثيرها الخطير على أعيننا، فما بالكم إذا كنا نتحدث عن الهواتف الذكية.
وبينما يرى البعض أنه لا داعِ حقًا للقلق من هذه الأضرار، إلا أن البعض الآخر بدأ بالفعل في المعاناة من آثاراها، خاصة الذين يقضون ساعات طويلة كل يوم بالنظر فيها بسبب طبيعة العمل أو من أجل الترفيه. ربما هذا يجعلنا نتساءل: هل حقًا نحتاج إلى شيء ما لحماية أنفسنا قبل فوات الأوان؟
إن الشعور بالخوف على صحتنا أمرًا إيجابيًا، وعندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا والأجهزة الإلكترونية التي أصبحت ملتصقة بأيدينا على مدار الساعة، وبعد معرفة آثارها السلبية على حياتنا، يصبح الخوف منطقيًا حتى لا نندم في وقت لا ينفع فيه الندم.
إننا نستخدم أجهزة الكمبيوتر يوميًا، ونحدّق في شاشات هواتفنا لبضع ساعات كل يوم. إنها التجربة المرئية المذهلة التي تغمرنا بها هذه الشاشات، والمحتوى الجذاب والملفت للنظر الذي يجعلنا نتناسى مرور الوقت هو ما يزيد من مخاطر استخدام هذه التكنولوجيا.
- اقرأ أيضًا: غير عالمك في لمح البصر مع Apple Vision Pro
الضوء الأزرق بجميع الشاشات خطر يتربص بصحة عينك
نعم، الأشعة الصادرة عن الشاشات خطيرة بالطبع، ولكنها أبعد من أن تكون بنفس خطورة إضاءة اللون الأزرق. يصدر عن أشعة اللون الأزرق موجات ضوئية خطيرة للغاية تتسبب في إرهاق العين، وتُحدث مشاكل في الشبكية إذا تعرضت لها العين لفترة طويلة من الوقت. بعد بضع سنوات من الاستخدام على نفس المنوال، تبدأ العين في الشعور بالإجهاد سريعًا، وتبدأ في المعاناة من مشكلة الجفاف.
أخبركم هذا لأنني أحد هؤلاء الأشخاص الذين يتعرضوا لشاشات الكمبيوتر والأجهزة الذكية ساعات طويلة كل يوم. وأؤكد لكم أنني لست من أشد المعجبين بها. ولكن لقد انتهى أمري بالإصابة بمشكلة جفاف العين – عافانا الله إياكم وأبعد عنكم كل مكروه وسوء – إنها إحدى المشاكل التي تؤرقني وترهقني كثيرًا أثناء العمل. لن أخوض في وصف المشكلة، ولكنني سأخبركم كيف تحموا أنفسكم قبل فوات الأوان.
بفضل التوعية التقنية، وبسبب إدراك مخاطرها على صحة العين، أصبحت جميع الأجهزة الإلكترونية تتمتع بأوضاع إضاءة مُخصصة لراحة عين الإنسان. الوضع الليلي يساعد كثيرًا في راحة العين، خاصة إذا كنت تستخدم الكمبيوتر أو الهاتف في غرفة مظلمة.
بعض شاشات الكمبيوتر والهواتف الذكية تحتوي بالفعل على مرشحات ألوان للحماية من الضوء الأزرق، وعند تفعيل هذه الخصائص، ستتحول إضاءة شاشتك إلى إحدى درجات اللون الأصفر. للوهلة الأولى، قد لا تبدو مذهلة من حيث التجربة البصرية، وسيستغرق منك الأمر القليل من الوقت للاعتياد عليها، ولكن تأكد أنك تصنع في نفسك معروفًا ستشكرنا عليه لاحقًا.
بعض الدراسات الحديثة التي تم إجراؤها في إحدى الجامعات الأمريكية أكدت أن أكثر من نصف سكان الأرض سيضطرون لارتداء النظارات الطبية بحلول عام 2050 بسبب الآثار الناجمة عن الاستخدام المفرط للتكنولوجيا والنظر في شاشات الأجهزة الذكية لساعات طويلة منذ طفولتهم.
فإذا كنت تريد حماية بصرك أطول فترة زمنية ممكنة قبل أن تحتاج لارتداء نظارات طبية، فيجب أن تتأكد من بيئة وطبيعة شاشات الأجهزة التي تخطط لاستخدامها. ستجد ضمن بعض الشاشات التي تُركز على حماية عين الإنسان تقنيات لتصفية الإضاءة الزرقاء تحت علامة تجاريات مختلفة، جميعها ترمز إلى Blue Eye Saver. الأمر ينطبق على شاشات التلفاز وشاشات الكمبيوتر واللوحيات والهواتف الذكية. المهم أن تبدأ في استخدامه كلما سنحت لك الفرصة. نحن لا نقول أن تقوم بتفعيل هذا المرشح أثناء اللعب أو مشاهدة الأفلام. ولكن على الأقل، يمكنك تفعيله أثناء تصفح الويب أو أثناء ممارسة الأعمال المكتبية اليومية.
أما إذا لم تكن شاشتك تحتوي على أيًا من هذه المرشحات، فحاول تجربة بعض البرامج التابعة لجهات خارجية مثل CareUEyes أو Flux. تساعدك هذه الأدوات على تصفية الإضاءة الزرقاء. حاول أيضًا أن تقوم بتقليل سطوع الشاشة قدر الإمكان عندما لا تحتاج إلى الحد الأقصى من السطوع. بدلاً من هذا أو ذاك، فهناك العديد من النظارات الطبية التي تصلح لمثل هذا النوع من الاستخدام. إنها ليست ذات صلة بقوة البصر بأي حال من الأحوال، ولكنها تعمل على عكس الإضاءة الصادرة عن الشاشة ومتجهة مباشرةً إلى عينيك.
Source: View source