يشكو سكان عدد من الدواوير القريبة من المطرح الجماعي الواقع داخل النفوذ الترابي لجماعة اثنين أكلو في إقليم تيزنيت، جهة سوس-ماسة، من التأثيرات الصحية والبيئية الناجمة عن سحابات الدخان القاتمة المنبعثة من هذا المطرح، التي حولت الهواء إلى مادة ثقيلة لا تطاق ومصدر إزعاج يهدد صحتهم ويسلبهم راحة البال.
واعتبرت فعاليات جمعوية تحدثت لجريدة هسبريس الإلكترونية في هذا الشأن أن أضرار حرق النفايات في الهواء الطلق في هذا المطرح الذي يديره المجلس الجماعي، تتجاوز الجوانب الصحية والبيئية لتشمل أيضا تأثيرات على الصورة السياحية للمنطقة، بحكم قربه من شاطئ سيدي موسى أكلو، الذي حصل للمرة الـ13 تواليا على اللواء الأزرق الذي تمنحه مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، ويعد واحدا من أفضل الوجهات السياحية الشاطئية في جنوب المغرب.
وطالبت الفعاليات ذاتها بإيجاد حل لهذا الإشكال وإبعاد المطرح عن التجمعات السكنية وعن نقاط الجذب السياحي، فيما أكد مسؤول جماعي أن الجماعة بصدد التحول إلى حلول أكثر استدامة من خلال الانخراط في مشروع المحطة الإقليمية لمعالجة النفايات التي تشرف عليها جماعة تيزنيت، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الحريق الذي أدى إلى انبعاث سحابات من الدخان من المطرح لم يكن حدثا عفويا، بل كان نتيجة لعمل مقصود.
خطر صحي
في هذا الإطار، قال حسن إدوكرام، فاعل جمعوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن “هذا المطرح العشوائي قريب جدا من التجمعات السكنية ويضر بالوسط المعيشي والبيئي للساكنة المحلية”، مضيفا أن “المكان كان في الأصل عبارة عن مقلع، قبل أن تحوله الجماعة الترابية إلى مطرح جماعي للنفايات المنزلية والطبية والصيدلية، وهذا هو الخطير في الأمر”.
وأوضح الفاعل الجمعوي ذاته أن “حرق نفايات المطرح في الهواء الطلق يُفرز سحابات من الدخان والتيارات الهوائية التي تُزكم أنوف ساكنة مجموعة من الدواوير الواقعة في النفوذ الترابي لجماعة اثنين أكلو”، مشيرا إلى أن “هذا المطرح القريب من التجمعات السكنية لا يسبب فقط ضررا على الصحة العمومية والنظم البيئية والإيكولوجية بالمنطقة، بل يشكل أيضا نقطة سوداء تمس الصورة السياحية للمنطقة بحكم قربه من الواجهة الساحلية التي تعد متنفسا لسكان تيزنيت ومقصدا للسياح الداخليين والأجانب”.
وشدد المتحدث ذاته على أن “إشكالية المطارح هي إشكالية وطنية كبرى في ظل غياب أساليب علمية في التعامل مع النفايات وتدبيرها، غير أن سكان أكلو، خاصة الدواوير القريبة من هذا المطرح العشوائي، يطالبون المجلس الجماعي الحالي بإبعاد هذا المطرح عن التجمعات السكنية والبحث عن حلول بديلة لتدبير النفايات، لا أن يكون ذلك على حساب صحة المواطن وحقه في بيئة سليمة”.
بعد بيئي
تفاعلا مع الموضوع ذاته، قال محمد أنجار، فاعل جمعوي، إن “المطرح الذي يشرف المجلس الجماعي على تدبيره أصبح قنبلة بيئية حقيقية تزداد فتكا كلما جرى إحراق النفايات المتواجدة به، ما يسبب سحابة من الدخان المصحوب بروائح كريهة يستنشقها السكان”، معتبرا أن “هذا المطرح يعد أيضا عامل طرد للسياح، بحكم أنه لا يبعد سوى كيلومترات قليلة عن شاطئ أكلو الذي يعد وجهة سياحية وطنية”.
وأبرز الفاعل الجمعوي ذاته، متحدثا لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المطرح العشوائي شهد عمليتين لحرق النفايات في أقل من أسبوعين، وهو ما أثار استياء السكان، رغم أن القانون المتعلق بتدبير النفايات والتخلص منها يمنع حرق النفايات في الهواء الطلق وخارج المنشآت المخصصة لذلك، كما يمنع الترخيص بإنشاء مطارح بجوار المناطق الحساسة والمنتزهات الوطنية والمجالات المحمية والمناطق ذات المنفعة السياحية”.
وأكد أنجار “ضرورة تحرك الجهات الترابية المسؤولة من أجل إيجاد حل لهذا الإشكال والبحث عن آليات آمنة وبديلة لتدبير النفايات وإدماج البعد البيئي في خططها وبرامجها التنموية، إذ لا يعقل أن يكون المغرب على موعد مع استضافة تظاهرات عالمية ومدنه وقراه تشهد مجموعة من الظواهر التي تسيء لصورة البلاد، مثل انتشار المطارح العشوائية والكلاب الضالة”، مشددا في الوقت ذاته على “أهمية تحمل فعاليات المجتمع المدني مسؤوليتها في الترافع عن مطالب ومشاكل الساكنة لدى المؤسسات والجهات المعنية”.
حل مؤقت
من جهته، قال عبد المالك الديوان، النائب الأول لرئيس المجلس الجماعي اثنين أكلو، إن “الموقع الجغرافي الذي يتواجد به هذا المطرح الجماعي هو الأنسب في الوقت الحالي، بحكم أنه كان عبارة عن مقلع مهجور مناسب جيولوجيا، إذ يمنع زحف النفايات أو تطايرها بفعل الرياح إلى أماكن أخرى”، مضيفا أن “المجلس الجماعي لأكلو يعتبر هذا المطرح مجرد مطرح مؤقت، إذ سينخرط في المطرح الإقليمي أو ما يسمى المحطة الإقليمية لمعالجة النفايات التي يتم إنشاؤها من طرف جماعة تيزنيت المجاورة”.
وأوضح عبد المالك، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المطرح موضوع الجدل لا يثير أي إشكالات في الأوقات العادية، فحتى الروائح الكريهة لا تنبعث منه، بحكم أنه عبارة عن حفرة عميقة، غير أن ما حدث هو أنه جرى إضرام النار به بفعل فاعل وبشكل متعمد لغاية في نفس يعقوب، الشيء الذي تسبب في موجة دخان سام، وبالتالي فنحن أمام فعل متعمد عن سبق نية وليس فعلا تلقائيا”.
وأشار النائب الأول لرئيس المجلس الجماعي اثنين أكلو إلى أن “بداية الأشغال في المحطة الإقليمية لمعالجة النفايات، التي ستحل مختلف الإشكاليات والمخاوف المرتبطة بالمطرح الجماعي الحالي، ستتم من خلال جمع وتدبير النفايات على المستوى المحلي بشكل عام”، مؤكدا أن “الجماعة تحتاج إلى أسطول لجمع النفايات، وقد طلبت شاحنة من وزارة الداخلية وستقوم بشراء شاحنة أخرى بإمكانياتها الذاتية استعدادا لافتتاح المطرح الإقليمي”.
The post أدخنة المطرح الجماعي تجلب مخاوف بيئية وصحية لسكان دواوير بتيزنيت appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.
Source: View source